أترميني
بجحـــودِ وطني
وإني
لا أعلمُ معني الانتماءُ
قل إني غرني المـــجدُ
فودعتُ المهــــــابةَ والكبرياءَ
أتُعلمُني كيفَ أكتبُ
بحبهِ الحرفَ ألفٌ بعدُها الباءِ
كُنْ على حذراً منّي
فإنْ لم يخيفكَ عقلي
فمن غباءِ
إنْ قلتُ بحبهِ عاشقاً
فلا كذبَ
لكنُّه
افقرَ المرءَ فيه برياءُ
ألم تروا
كَمْ من ملوكٍ في الأرضِ
لمْ يستحَيوا فأتي البلاءُ
ألم تروا
كَمْ من عهودٍ بها استهزَءوا
لاتقلْ محضَ افتراءِ
ألمْ يأتهم نبأُ مَن قبلهم
قولُ ربهمِ
وقولُ الانبياءِ
أغرهم الجهلُ
فكانَ ضرهم بلا نفعٍ
وتريدُني أحني الرأسَ لهم استجداءً
لو كان ينطقُ الجبلُ
لأسَمعكمْ
كُفوا أيديكمْ
فبايديكمْ يأتيني العداءُ
اتريدُني أغني للمجدِ
وبداخلي حسرةٌ
علي ترابِ أرضي السمراءِ
علي نيلٍ
كلَّما ارتشفتُ قطرتَهُ
شَعرتُ الجزىّ بعبثِ الجبناءِ
فتحتوا للظلمِ ألفَ بابٍ
يستبيحُوني
فإنْ لم يهلكْني الفقرُ
قاتلني عملاءُ
لاتحاكموا
من سَرقَ قوتَ يومِهِ
بلْ من اقتفى أثَرَهُ
فإدمى عينيه بالبكاءِ
واستباحَ إرهابَهُ وكبتَهُ
وسممَّ يومَهُ وأمسه
وصَلَبَّ أحلامَهُ الخضراءَ
لاتحاكموا
من استسهَل الزورَ لقوتِهِ
حاكموا من أجبروه
حاكموا السفلاءَ
من طمسوا بأعينهمْ العدلَ
والحقَ فاردوه
فتلوثتْ يدُ الشرفاءِ
يلطمونَ وجوهَنا
ويسكتونَ أفواهَنا
ويركلونَ ظُهورَنا
ويحصدونَها لنا أخطاءً
يمتعُني كلُّ مشهدٍ في بلدي
يمجُّده كلُّ مغتصبٍ
وتبسطُهُ لهم يدُ الزعماءِ
يقطعَون ماشاءوا كذباً
باسم السلامٍ .. أو الامنِ
أو أيَّن كانتْ الاسماءُ
أيُّها الباغي
ماعادَ غيري
يعلنُ في المزاد ويُباعُ
كلٌّ اصبحَ لديّ سواء
لاتقلْ لا أنتمي إليكَ ياوطني
لكنْ
حُبكَ بالقلبِ أصبحَ ليّ الداءُ
هدي نور
......